/ جوهر النظام ومستويات التحليل الثلاثة وهي:
أ- النظام الدولي: يعني أنماط التفاعلات الدولية على مستوى القمة بين الدول الكبرى. ب: بناء القوة/المكانة داخل النظام: أي كيفية توزيع القوة بين مكوناته ووحداته المختلفة "توازن، تراتب، استقطاب... الخ، وذلك على أساس مكونات ثلاثة: مادية موضوعية: كالموقع، عدد السكان، وعسكرية: عدد القوات المسلحة، التدريب، التكنولوجيا، ونفسية: هيبة أو مكانة الفاعل وقدرته على التأثير في الآخرين طبقا لعناصر القيادة، الإرادة... الخ ج: أنماط التحالفات والسياسات والتماسك داخل النظام: يتكون النظام من "وحدات" –طبقا لتماثلها أو تقاربها- تكون درجة التماسك Cohesion بينها ومن ثم إمكانية تكاملها أو تفرقها كما أنها قد تتعاون أو تتصارع وتدخل في "تحالفات" على أسس مختلفة، تتكرر أنماطها ومدى مرونتها وتحولاتها، كما يسودها نظام اتصال معين. د: التركيب الداخلي للنظام الإقليمي: ويتكون من المكونات الرئيسية التالية: · دول القلب أو المركز/ القائدة إقليميا Core state: تمثل "محور" التفاعلات السياسية في النظام الإقليمي وأكثرها "كثافة"، فهي "البؤرة" التي تتركز فيها التفاعلات وتنبثق منها تأثيرات مهمة تمس جميع وحدات وأعضاء النظام. · دول الأطراف: أعضاء في النظام لكن لاعتبارات جغرافية وسياسية لا تدخل في تفاعلات مكثفة مع بقية أعضاء النظام ووحداته. · دول الهامش: تقع على حواف النظام الإقليمي- أي هي قريبة منه- جغرافيا، ولكنها ليست منه لاعتبارات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو أمنية... الخ وينبغي التأكيد على أن العلاقة بين المكونات الثلاثة من الدول في النظام الإقليمي "دينامية" و"متغيرة" وفقا للأدوار التي تقوم بها هذه الدول داخل النظام، وطبيعة وكثافة تفاعلاتها، إذ قد تتراجع دولة -وفقا لذلك- من "قلب النظام" ومحوره لتصبح من الأطراف، أو تصعد أخرى من أطرافه لتصبح "محورا" وفي قلب تفاعلات النظام الإقليمي. الأمر ذاته من الممكن تعديته على ما يعرف بـ"دول الهامش" الإقليمي، وهذا يقودنا إلى الحديث عن المكون الأخير من النظام الإقليمي. هـ - نظام التغلغل/ الاختراق "Penetrative system": يتمثل ذلك في القدر من "النفوذ" و"التأثير" الذي تمارسه "الوحدات-الدول الكبرى- سواء في النظام الدولي أو النظم الإقليمية الأخرى- خارج النظام الإقليمي المعين على وحدات/دول النظام المختلفة. صلاحية مفهوم "النظام الإقليمي"
لتوصيف واقع "النظام الرسمي العربي" 1 - إذا انطلقنا -بعد استعراض علاقة واقع النظام العربي ومفهومه الدال على المستوى النظري المعرفي الذي يبحث في الجذور والمنطلقات العلمية المنهجية- إلى مستوى التوظيف الواقعي لفهم مدى صلاحية مفهوم "النظام الإقليمي" العلمية للتعامل مع واقع "النظام الرسمي" العربي، فإننا يجب أن نأخذ في الاعتبار أمرين: أ - ما يطلق عليه "قوة المفاهيم" "Power of terminology"، حيث أن اختبار مفهوم بذاته يمثل إدراكا لطبيعة علاقات القوى/السلطة المنتجة له، كما أنه يوجه العملية العلمية في طريق محدد توصيفا وتفسيرا...الخ ب - ضرورة التمييز منهجيا بين أمرين: "صحة" المفهوم الذاتية من ناحية، و"صلاحيته" وقدراته التحليلية والتفسيرية في تناول وضع معين من ناحية أخرى. فالصحة والصدق العملي الذاتي لمفهوم "النظام الإقليمي" -كما أسلفنا فيما سبق- ليس موضع مناقشتنا في هذا الموضع، لكن موضع النقاش والتساؤل هو مدى "صلاحيته" في التوظيف الواقعي العلمي مع "ظواهر" وتفاعلات وتطورات "النظام الرسمي العربي"، الأمر الذي يمكن أن يقود للبحث في "جدواه" و"البدائل" الممكنة والأكثر ملاءمة منه، وفي هذا الإطار التوصيفي للمفهوم نتناول ثلاث قدرات ووظائف للمفهوم: الأولى: التوصيف "Description" الثانية: التحليل والتفسير "Analysis & Interpretation"، والثالثة: التنبؤ "Predication"- وسوف نتناولها في بقية أجزاء الدراسة. 2 – ويجب أن نوضح ونحن بصدد تناول مدى صلاحية مفهوم "النظام الإقليمي" لتوصيف واقع "النظام الرسمي العربي" وتفاعلاته، وتطوراته الأخيرة بداية أننا نعني بـ"التوصيف" كشف "الدلالات" الملاحظة في الظواهر "المعطاة" وهي بهذا الصدد تجيب على أسئلة البداهة: ماذا يحدث؟ وتعني عملية التوصيف ثلاثة متغيرات هي: