ينتمي مفهوم "النظام" منهجيا إلى الاقتراب النظمي Analysis System الذي يستخدم أساسا في دراسة "النظم السياسية" وإن تم توظيفها هنا في تحليل العلاقات العربية. ويشير مفهوم "النظام" إلى المتغيرات الأساسية التالية: أ - مجموعة وحدات أو عناصر مترابطة ومتفاعله.
ب - شبكة من التفاعلات والعلاقات المتعددة.
ج - الحدود وهي نقاط تصورية تحدد من أين وإلى أين عملية التفاعل.
هـ الاستقرار والاستمرار، وتحقيق غاية النظام الأساسية وهي الحافظة على النظام نفسه من خلال عملية التكيف والأقلمة. 7/2 - مفهوم "الإقليمي – Regionalism"
ينتمي مفهوم "الإقليمي" منهجيا إلى فرع دراسات المناطق في التقليد العلمي الأميركي، وتعني إجرائيا ثلاثة متغيرات: أ – إقليم أو منطقة جغرافية متصلة تحوي ثلاث وحدات- دول على الأقل.
ب- لا يرتبط مباشرة بـ "الدولي" أي لا تصبح قوة دولية أو أكثر مكونا فيه أو أحد أعضائه.
ج – شبكة من التفاعلات تتمتع بقدر من "الذاتية" و"الاستقلالية". 7/3 – مفهوم "العروبة Arabism"
ينتمي مفهوم "العروبة" منهجيا إلى منظومة "القيم السياسية" التي تربط بين أعضاء "النظام الإقليمي" وهي التي تمنحه "الخصوصية" بين النظم الإقليمية المختلفة إذ يصبح نظاما إقليميا ذا هوية "قومية" واحدة ، وتعني إجرائيا ثلاثة متغيرات: أ - مصدر القيم والتحديات المشتركة، والوعي بالتضامن بين الأعضاء.
ب - التعامل مع العالم الخارجي كوحدة واحدة، أي وجود سياسة إقليمية موحدة.
ج - بروز مفهوم موحد للدفاع والأمن العربي المشترك باتفاقياته. كما يقودنا إعادة تركيب مفهوم "النظام الإقليمي العربي" إلى اكتشاف منطقه الكلي وخصائصه العامة على النحو التالي:
8/ جوهر النظام ومستويات التحليل الثلاثة وهي:
أ- النظام الدولي: يعني أنماط التفاعلات الدولية على مستوى القمة بين الدول الكبرى. ب: بناء القوة/المكانة داخل النظام: أي كيفية توزيع القوة بين مكوناته ووحداته المختلفة "توازن، تراتب، استقطاب... الخ، وذلك على أساس مكونات ثلاثة: مادية موضوعية: كالموقع، عدد السكان، وعسكرية: عدد القوات المسلحة، التدريب، التكنولوجيا، ونفسية: هيبة أو مكانة الفاعل وقدرته على التأثير في الآخرين طبقا لعناصر القيادة، الإرادة... الخ ج: أنماط التحالفات والسياسات والتماسك داخل النظام: يتكون النظام من "وحدات" –طبقا لتماثلها أو تقاربها- تكون درجة التماسك Cohesion بينها ومن ثم إمكانية تكاملها أو تفرقها كما أنها قد تتعاون أو تتصارع وتدخل في "تحالفات" على أسس مختلفة، تتكرر أنماطها ومدى مرونتها وتحولاتها، كما يسودها نظام اتصال معين. د: التركيب الداخلي للنظام الإقليمي: ويتكون من المكونات الرئيسية التالية: · دول القلب أو المركز/ القائدة إقليميا Core state: تمثل "محور" التفاعلات السياسية في النظام الإقليمي وأكثرها "كثافة"، فهي "البؤرة" التي تتركز فيها التفاعلات وتنبثق منها تأثيرات مهمة تمس جميع وحدات وأعضاء النظام. · دول الأطراف: أعضاء في النظام لكن لاعتبارات جغرافية وسياسية لا تدخل في تفاعلات مكثفة مع بقية أعضاء النظام ووحداته. · دول الهامش: تقع على حواف النظام الإقليمي- أي هي قريبة منه- جغرافيا، ولكنها ليست منه لاعتبارات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، أو أمنية... الخ وينبغي التأكيد على أن العلاقة بين المكونات الثلاثة من الدول في النظام الإقليمي "دينامية" و"متغيرة" وفقا للأدوار التي تقوم بها هذه الدول داخل النظام، وطبيعة وكثافة تفاعلاتها، إذ قد تتراجع دولة -وفقا لذلك- من "قلب النظام" ومحوره لتصبح من الأطراف، أو تصعد أخرى من أطرافه لتصبح "محورا" وفي قلب تفاعلات النظام الإقليمي. الأمر ذاته من الممكن تعديته على ما يعرف بـ"دول الهامش" الإقليمي، وهذا يقودنا إلى الحديث عن المكون الأخير من النظام الإقليمي. هـ - نظام التغلغل/ الاختراق "Penetrative system": يتمثل ذلك في القدر من "النفوذ" و"التأثير" الذي تمارسه "الوحدات-الدول الكبرى- سواء في النظام الدولي أو النظم الإقليمية الأخرى- خارج النظام الإقليمي المعين على وحدات/دول النظام المختلفة. صلاحية مفهوم "النظام الإقليمي"