في كشف أثري جديد اعتبره الأثريون المصريون واحداً من أهم الاكتشافات في العصر الحديث، أعلن فاروق حسني وزير الثقافة المصري عن العثور على هرم أثري في منطقة سقارة الأثرية (15 كيلومترا جنوب غرب القاهرة)، يرجع تاريخه إلى أكثر من 4300 سنة، ويعود إلى إحدى ملكات الأسرة السادسة الفرعونية. من جانبه قال الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، إن الهرم الذي عثرت عليه البعثة المصرية يرجع للملكة «ششتي» أم الملك «تيتي»، وأنه أمكن التعرف على اسمها وفقاً للبردية التي عثر عليها في الموقع، ومذكور فيها اسم صاحبة الهرم، «وأنها طلبت عقاقير طبية لعلاج شعرها». ووصف حواس الهرم المكتشف بأنه مربع القاعدة، يبلغ طول ضلعه 22 متراً، بينما يبلغ ارتفاعه الحالي خمسة أمتار في حين كان ارتفاعه الأصلي 14 متراً. وقال إن الفريق الأثري أزاح ما يقارب الـ 20 مترا من الردم من على سطحه للوصول إليه، مضيفا أن الهرم مبني من الحجر الجيري الذي كان يجلبه مهندسو المعمار المصري القديم من منطقة محاجر «صرة».
كذلك أوضح حواس أن البعثة المصرية كانت قد بدأت عملها في هذا المكان قبل 20 سنة، إلى أن تمكنت من الكشف عن الهرم وكنوز أثرية أخرى، مشيراً إلى العثور على 10 من التماثيل الصغيرة التي ترجع إلى عصر الانتقال الثالث، ومقصورة تعود للدولة الحديثة، فضلا عن غطاء الهرم الخارجي المقرر ترميمه خلال الأيام القليلة القادمة. حواس أوضح أيضاً أن البعثة عثرت على تمثال للإله أنوبيس، وتميمة مربعة تمثل عين «أوجات» وفي الوسط أحد الآلهة الفرعونية القديمة، وأفاد أن هذه المنطقة كان يستخدمها الفراعنة كجبانة قديمة، وأن اللصوص فتحوا الهرم من فوق وتسللوا إلى عمق خمسة أمتار بداخله لسرقة محتوياته. وأردف أن الملك «تيتي» يعد أول ملوك الأسرة السادسة، وشيّد هرمه في منطقة سقارة، وهو ثاني ملك استخدم نصوص الأهرام، وهي عبارة عن 714 نصاً مكتوباً داخل مقابر الملوك، وتحكي عن الملك وتقدمه في صورة القزم الذي يتقرب من الإله طالباً منه المغفرة والحماية. وكان الملك «ونيس» أو «أوناس» آخر ملوك الأسرة الخامسة، هو أول من استخدم نصوص الأهرام.