[size=25]عالم القصة القصيرة
في هذا الموضوع سوف أقوم بشرح عالم القصة القصيرة سوف يكون بمشيئة الله تعالى مرجع شامل لكل شيء
نشأة و تطور القصة القصيرة
فنيات القصة
دراسات نقدية لبعض القصص القصيرة
سير ذاتية لكبار كتاب القصة القصيرة
العديد و العديد من القصص القصيرة
فقط تابعوا هذا الموضوع المتجدد دائماً
و نبدأعلى بركة الله
القصة القصيرة
بين
" النظرة التاريخية و الرؤية النقدية "
أولاً
مقدمة
القصة القصيرة ليست مجرد قصة تقع في صفحات قلائل بل هي لون من ألوان الأدب الحديث ظهر في أواخر القرن التاسع عشر و له خصائص و مميزات شكلية معينة لأنه من المؤسف أن هناك من يتعامل مع القصة القصيرة على أنها ناحية كمية ( حجم القصة ) فقط دون تفهم كامل لخصائصها.وتكمن أهمية القصة القصيرة في أنها شكل أدبي فني قادر على طرح أعقد الرؤى وأخصب القضايا والقراءات ذاتية وغيرية ونفسية واجتماعية، وبصورة دقيقة واعية من خلال علاقة الحدث بالواقع وما ينجم عنه من صراع وما تمتاز به من تركيز وتكثيف في استخدام الدلالات اللغوية المناسبة لطبيعة الحدث وأحوال الشخصية وخصائص القص وحركية الحوار والسرد ومظاهر الخيال والحقيقة وغير ذلك من القضايا التي تتوغل هذا الفن الأدبي المتميز.
.
وقد كان من أبرز المبدعين لهذا الفن:-
1. ادجار ألان بو – الولايات المتحدة الأمريكية.
Edgar Allan Poe
(19 يناير 1809 – 7 أكتوبر 1849 ) 2. نيكولاي جوجول – روسيا
Nikolai Vasilevich Gogol
(31 مارس 1809 – 4 مارس 1852 )
3. موباسان – فرنسا.
Guy de Maupassant
(5 أغسطس 1850 – 6 يوليو 1893 )
غير في مفهوم القصة القصيرة و من قصصه القصيرةa
و سوف نتوقف كثيراً عند "موباسان" لأنه حقاً وسيلة مثالية للتعرف ع فنيات القصة القصيرة
4. أنطون تشيكوف – روسيا.
Anton Pavlovich Chekhov
(29 يناير 1860 – 15 يوليو 1904 )
5. إرنست همنجواي – الولايات المتحدة الأمريكية.
( 21 يوليو 1899 – 2 يوليو 1961 )
و قبل القرن التاسع عشر شهد تاريخ الآداب الغربية عدة محاولات لكتابة القصص القصيرة و لكنها كانت قصصاً قصيرة من حيث الحجم فقط لا من ناحية الشكل، و لقد قامت أولى هذه المحاولات في القرن الرابع عشر في روما داخل حجرة فسيحة من حجرات قصر الفاتيكان كانوا يطلقون عليها اسم "مصنع الأكاذيب" أعتاد أن يتردد عليها في المساء نفر من سكرتيري البابا و أصدقائهم للتسلية و تبادل الأخبار و كانوا يخترعون قصص عن رجال و نساء ايطاليا مما دعا الكثير من الأهالي إلى الحضور لتلك الندوات حتى لا يُهزأ بهم في غيبتهم و كان من أبرز رواد " مصنع الأكاذيب " رجل يدعى
" بوتشيو " الذي أعطى لهذه النوادر شكل أدبي اسماه " الفاشيتيا " تداول بين عدة أجيال فيما بعد.
و ظهرت محاولة ثانية لكتابة القصة القصيرة و كان ذلك في القرن الرابع عشر أيضاً و في إيطاليا عن طريق رجل يدعى " جيوفاني بوكاتشيو " صاحب " قصص الديكامرون " أو " المائة قصة " و ذلك بعد أن اجتاح الطاعون بلدته فلورنس فتخيل أن جماعة من الرجال و النساء ممن أبقى عليهم الطاعون قد برحوا فلورنسا ضجراً بمناظر الموت و الدمار فيها و ذهبوا إلى قصر أحدهم في الريف حيث اتفقوا على أن ينسوا آلامهم بأن يقص كل منهم على صاحبه قصة من القصص. و كانت سهرات " بوكاتشيو " و أصحابه طويلة متصلة تختلف عن الندوات التي كانت تعقد ب " مصنع الأكاذيب " و التي لم تكن تستغرق إلا ساعات قليلة و لذلك جاءت القصص التي كتبها " بوكاتشيو" و اسماها " النوفلا " أطول بكثير من قصص"مصنع الأكاذيب" و المعروفة باسم " الفاشيتيا " و لكن ليس هذا هو الفرق الوحيد فرغم أن كلاً من النوعين كان ينقل خبراً معيناً عن بعض الأفراد ممن لهم وجود في الحقيقة أو في خيال الكاتب إلا أن رواية الخبر في "النوفلا" كانت تلقى من العناية قدر أوفر بكثير مما كانت تلقاه " الفاشيتيا " ، و لعل هذا هو السبب الذي من أجله عاشت " قصص الديكامرون" و التي تداولت بين الأجيال و اقتبس منها الشعراء و الكتاب في كل زمان.
عندما كتب " بوكاتشيو " قصصه في القران الرابع عشر كان يروي خبراً معيناً يبرزه و يفصله حتى يشغل اهتمام القارئ. و استمرت القصة القصيرة تسير في هذا الطريق لأجيال عديدة فيسلط الكاتب أضوائه على واقعة مثيرة في حياة فرد من الأفراد ما يزال بها حتى تنتهي في أغلب الأحيان إلى خاتمة مرسومة كالفراق أو الموت أو الزواج.
و ظلت القصة القصيرة على هذا الحال إلى أن جاء "موباسان" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر و كان يعتقد أن الحياة تختلف عما ترسمه القصص، فليس أهم ما فيها هو الفراق أو الزواج، و لم يكن من الضروري في رأي " موباسان " أن يتخيل الكاتب مواقف أو شخصيات غريبة لكي يخلق قصة بل على العكس يكفيه أن يصور أفراد عاديين في مواقف عادية كي يفسر الحياة تفسيراً سليماً و يبرز ما فيها من معان خفية.
كان " موباسان " يعتقد أن الرواية لا تصلح للتعبير عن الواقعية الجديدة، التي ترى أن بالحياة لحظات عابرة قد تبدو في نظر الرجل العادي لا قيمة لها و لكنها تحمل من المعاني قدراً كبيراً، و كان كل هم " موباسان " أن يصور هذه اللحظات و أن يستشف ما تعنيه و أن هذه اللحظات القصيرة لا يمكن التعبير عنها إلا بالقصة القصيرة .
"هولبروك جاكسان" و هو أحد كبار النقاد يقول عن موباسان: (إن القصة القصيرة هي موباسان، وموباسان هو القصة القصيرة ).
صحيح أنه يمكن القول بأن القصة القصيرة بمفهومها الحديث ظهرت في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و في وقت واحد تقريباً على أيدي " ادجار الن بو " و " جوجول " و الأخير قال عنه قال " مكسيم جوركي" : لقد خرجنا من معطف "جوجول"، و لكن " موباسان " و الذي جاء بعدهم سجل القصة القصيرة باسمه كما يسجل المخترعين اختراعاتهم.
القصة عند "موباسان" تتكون من لحظات منفصلة، و لذلك فالقصة عنده تصور حديثاً معيناً لا يهتم الكاتب بما قبله أو ما بعده و هذا هو الشكل الذي اتخذته القصة القصيرة منذ "موباسان" و لقد سار على نهجه العديد من عظماء القصة القصيرة و الذين أتوا بعده مثل " تشيكوف " و " إرنست همنجواي " .
بالنسبة للأدب العربي تأتي القصة القصيرة بمفهومها الحديث كفن وافد من الغرب والشرق و يحمل الأدب العربي عبر تاريخه الطويل كماً هائلاً من القصص التي لا يمكن أن ينطبق عليها مصطلح القصة القصيرة و يمكن أن تكون "المقامة" أقرب الأنماط الأدبية التي تعتمد على القصّ أو الحكى إلى القصة القصيرة لاعتمادها على حدث محدد متنام وشخصية واحدة حاسمة/ البطل أو الراوي، وحبكة دقيقة وزمان ومكان محددين، وأن خلت من التركيز والتكثيف لتبنّيها نمطاً خاصاً في البناء يقوم على البديع والشعر وفقاً لطبيعة البيئة والظروف التي ولدت فيها بكل معطياتها الثقافية والفنية المتميزة، بصرف النظر عن نمطيه الحدث والشخصية والحبكة المتكررة فيها تبعاً للغايات المتعددة التي أنشئت من أجلها المقامات كما هو معروف أما "الحكاية أو الحدّوتة" فهي تختلف عن القصة القصيرة في تعدد الأحداث وتنوع الشخوص وتباين الأزمنة والأمكنة واتساعها اتساعاً يخرجها عن إطار القصة القصيرة وإن اتفقت معها في تقنياتها الفنية المتعددة: الحبكة والسرد والحوار والعقدة والحل، دون أن تكون الخرافة والأسطورة عاملاً رئيساً في التفرقة بينهم.
و سواء كانت للقصة القصيرة جذور في الأدب العربي أو لا فالمهم أن القصة القصيرة العربية تطورت و بلغت ذروة مجدها لاسيما عند الكاتب الكبير الدكتور يوسف إدريس
د.يوسف أدريس
( 1927–1991 )
مجموعات القصص القصيرة للأديب المصري الكبير د.يوسف إدريس
مجموعة أرخص ليالي
مجموعة جمهورية فرحات و قصة حب
مجموعة أليس كذلك
مجموعة قاع المدينة
مجموعة البطل
مجموعة حادثة شرف
مجموعة آخر الدنيا
مجموعة لغة الاي اي
مجموعة النداهة
مجموعة بيت من لحم
مجموعة أنا سلطان قانون الوجود
و بمشيئة الله تعالى سوف أقوم باستعراض اكبر قدر ممكن من قصص هذه المجموعات مع تحليلها و ذلك عبر حلقات الموضوع المتتابعة
هناك أسباب كثيرة ساعدت على انتشار فن القصة القصيرة عالمياً و عربياً منها السرعة التي أصبحنا نعيشها و رغبة نوعية من القراء في قراءة شيء سريع و انتشار المطابع و وجود مئات الصحف و المجلات و التي تحتاج إلي هذه النوعية من القصص بالإضافة إلي أنها تلائم روح العصر بكل تناقضاته وإشكالاته المختلفة كذلك بروز دور المرأة فى المجتمع وإسهامها في مجالات الحياة والميادين الاجتماعية والسياسية والفكرية والفنية كما أن القصة القصيرة لا تزدهر مع حياة الخمول، بل تزدهر مع حياة المعاناة، لأنها تتخذ الومضة النفسية أو الحضارية للمجتمع والإنسان محوراً لها تعالجه وتهتم به، وما اهتمامها بالإنسان إلا اهتمام بالطبقات المسحوقة بشكل خاص
ثانياً