منتديات شبكة الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شبكة الحب

الحب الحقيقى اساس الرومانسية
 
الرئيسيةالرئيسية  الاتجاه  العلمى I_icon_mini_portal  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الاتجاه العلمى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد السندال
سوبر اخضر
سوبر اخضر
احمد السندال


ذكر
السمك عدد الرسائل : 129
العمر : 32
الموقع : مصر
تاريخ التسجيل : 21/04/2008

الاتجاه  العلمى Empty
مُساهمةموضوع: الاتجاه العلمى   الاتجاه  العلمى Icon_minitimeالخميس يونيو 05, 2008 12:44 pm

ويتلخص برنامج الدعوة لدى هؤلاء في: أن ينتصب الباحثون؛ لتجلية حقائق الإسلام، وتقديم الحلول العملية لمشكلات الحياة من خلاله، فإذا ما اقتنع الناس بالإعجاز في تشريعات الإسلام، أو عن قدرته على الوفاء بحاجاتهم وتحقيق سعادتهم امتهد السبيل إلى إقامة الإسلام وتطبيق الشريعة، وإن المشكلة الحقيقية تتمثل في جهل الناس بقدرة الإسلام على أداء الدور؛ لما صوَّرته لهم الجاهلية العلمانية من أن الدين كلٌّ لا يعدو أن يكون أورادًا وطقوسًا وتعاويذ وتمائم.

وينتقد البعض على هذا الاتجاه أن الاقتناع العقلي لا يكفي وحده لإقامة شريعة الله ولا لتحمل ما ينشأ عن السعي في تطبيقها من المذابح، وإن العقيدة وحدها هي التي تملك القدرة على التغيير، ومن ناحية أخرى فإن جانبًا كبيرًا من هذا الجهد يُعد عبثًا لا طائل تحته؛ لأن المشكلات التي يبحث لها عن هذه الحلول العملية الإسلامية هي في حركة دائمة وتغيير مضطرد، الأمر الذي يقتضي تجديد الاجتهاد وتغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان والظروف، فما الفائدة مما نعده اليوم من حلول، وما نقدمه من برامج إذا جدَّت لنا عند إقامة الدولة الإسلامية أقضيات جديدة، وطرأت لنا مشكلات من نوع آخر؟
ومع تقديرنا الكامل لهذه التحفظات فإننا يمكن أن نزيد على ذلك ما يلي:
إن محل هذا النقد عندما يراد للعمل الإسلامي كله أو لقاعدته العريضة أن تتجه هذه الوجهة؛ أي عندما يقدم هذا التوجه كإطار عام تُستغرق فيه الحركة الإسلامية وتُصرف به عن دورها الأصلي، المتمثل في تصحيح المفاهيم وبناء القاعدة.

ولكن واقع الحال أن المشتغلين بهذه القضية في ساحة العمل الإسلامي ليسوا كثيرًا فهم لا يمثلون هذه القاعدة العريضة التي يخشى أن تستوعبها هذه الدراسات، فتتشاغل بها عن الدور الأصيل الذي يجب أن تسلكه الدعوة في هذه المرحلة كما سبق، وإنما هم -بطبيعة الحال- نفر محدود قد لا يؤهل كثيرًا منهم تكوينه العلمي والنفسي لأداء هذا الدور.

وإذا كان الأمر كذلك فلا يستكثر على قضية كبرى؛ كقضية تطبيق الشريعة أن يتخصص لأبحاثها فريق من المسلمين، يُفِّصلون القول في التعريف بها، وفي بيان قدرتها على الوفاء بكافة الحاجات البشرية، ويكشفون للناس عن ألطاف أسرارها ودقائق إعجازها، ويُدحضون شبهات خصومها، وليس في هذا إلغاء للدور الآخر: دور بناء العقيدة وتصحيح المفاهيم، بل هما خطَّان متوازيان، يتكاملان في بناء الإيمان وتثبيته من ناحية، ويزيد هذا أنه يوفر لنا باقة من البحوث المتخصصة والكفايات المتخصصة التي تكون رصيدًا إيجابيًّا للحركة الإسلامية عندما تبدأ معركة التطبيق.

إن منهج الدعوة إلى الإيمان واتِّباع ما أنزل الله -كما يصوره القرآن- لم يؤسس فقط على قضية الإيمان والكفر في الدنيا، والجنة والنار في الآخرة فحسب، بل اعتمد فيما اعتمد على الوعد والوعيد في العاجل والآجل، وبيَّن للناس أن اتِّباع هذا الهدي كما يورث النعيم في الآخرة فإنه يورث الرَّغد والحياة الطيبة هنا في هذه الحياة الدنيا، وإن الإعراض عنه كما يُورث سوء العذاب في الآخرة فإنه يورث كذلك الشقاء وضنك المعيشة هنا في هذه الحياة الدنيا، وأبان لهم عن طرف من ألطاف الحكمة ودقائق الإعجاز؛ ليعلموا أنه الحق، ولم يقتصر فقط على منهج: اتبع الشرع؛ لتكون مؤمنًا؛ لتدخل الجنة، واحْذر من اتباع غيره فتكفر فتدخل النار.

وهذا هو نبي الله نوح يربط لقومه بين الاستغفار وبين المزيد من الرغد والتمكين، فيقول لهم ما يحكيه القرآن الكريم:] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا
(12)[ [نوح: 10- 12].

وهذا هو نبي الله هود يربط لقومه بين الإيمان وبين الرغد وزيادة القوة، فيقول لهم فيما يحكيه القرآن الكريم: ] قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ] [هود: 52].

وفي معرض آخر يتحدث القرآن الكريم عن بني إسرائيل، فيقول: ] وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ[ [المائدة: 66].

بل يتحدث عن بني آدم قاطبة، فيقول:] قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى(124) [ [طه: 123- 124].

فربط بين اتِّباع الهدى وإقامة الدين، وبين الرغد والحياة الطيبة في الدنيا وحسن المثوبة في الآخرة، كما ربط بين الإعراض عن الذِّكر وبين ضنك المعيشة في الأرض وسوء العذاب في الآخرة، فإذا جاء من هذه الدراسات ما يُبين لنا كيف يسعد الناس في الأرض باتِّباع هذا الهدى، وكيف يجدون فيها مخرجًا من أزمانهم، وشفاء من عللهم، وكيف ينعم في ظله بالأمن والطمأنينة والرغد، وكيف يذوق المعرضون عنه لباس الجوع والخوف، فإن هذا بما يؤدي إليه؛ من زيادة الإيمان، ورد لوساوس الشيطان يساهم في عملية بناء العقيدة وتربية القاعدة، ويقف جنبًا إلى جنب مع المنهج الآخر، ويتكاملان في تحقيق الهدف المنشود، ويكون هذا من جنس قوله تعالى:
] سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[ [فصلت: 53].

أما عن القول بانعدام الجدوى من هذه الدراسات؛ نظرًا للتجديد الدائم في الظروف والمشكلات، فإنه يمكن أن يناقش بأن الفرقَ كبير بين أن نملك البرامج والكفايات والمرابطة على هذا الثغر، والتي تتابع المستجدات يومًا بعد يوم، وتجدد اجتهادها تباعًا، وبين أن يغلق هذا الباب بالكلية، ثم تفتقده عند الحاجة فلا نجده، ثم يتوجه البحث إلى إنشائه من جديد.

إن التعديل في برنامج قائم من فئات ساهرة تلاحق كل تطور، وترصد كل جديد، لا شك أنه أيسر وأولى من البحث عن هذا البرنامج وعن هذه الكفايات في لحظة المواجهة، وقد تخطئ ساعتها الاختيار، أو نعتسف الأمور بدافع العجلة، فينشأ عن ذلك من الأغلاط والتجاوزات ما يمكن أن يُشهر به الخصوم، أو أن يكون مجلبة لسخط الله.

ولا أدري ما الذي يضير العمل الإسلامي في أن يرى في هؤلاء كتيبة الخبراء في معركة تطبيق الشريعة، وأن يتركهم وما قنعوا به، بل وأن يدعمهم عليه؛ ليكونوا كتيبة متخصصة في جيش مبارك جرار يضم تحت لوائه كافة الخبرات والتخصصات.

إن التعامل معهم بهذه الروح يدفعهم إلى تقدير الأدوار الأخرى في العمل الإسلامي، والاعتراف بما لأصحابها من الفضل والسابقة، فيتبادل الجميع التقدير والتناصح والتنسيق والتكامل بدلاً من أن ينشغل كل فريق بالدفاع عن موقفه وإضعاف مواقف الآخرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاتجاه العلمى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاتجاه السياسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شبكة الحب :: شبابنا :: المنتدى الخاص بالشباب-
انتقل الى: